بحـث
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 10 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 10 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 342 بتاريخ الجمعة نوفمبر 08, 2024 11:24 am
ظفار عاصمة الامبراطورية الحميرية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ظفار عاصمة الامبراطورية الحميرية
ظفار عاصمة أول امبراطورية حميرية قديمة
ظفار عاصمة أول امبراطورية حميرية قديمة
عند زيارتك لمدينة ظفار التاريخية تشعر وكأنك على بساط سحري جميل أو أنك قد رحلت في رحلة عجيبة وممتعة إلى غابر الأزمنة .. فهي المدينة التي حلت محل مأرب كعاصمة لمملكة سبأ في عصرها الثاني “عاصمة مملكة سبأ وذي ريدان” ومثلت امتداداً للحضارة اليمنية القديمة التي حكم فيها الحميريون اليمن ما يقارب “640” عاماً، وهي المدينة التي انطلقت منها حركة توحيد اليمن في العصر القديم وهي حالياً إحدى المعالم التي تبرز هوية اليمن التاريخية فمازالت مآثرها شاهدة على عمقها الحضاري الممتد عبر العصور.
استهلال تاريخي
في العصر التاريخي الذي يبدأ في الألف الأول «ق ـ م» ظهرت الممالك اليمنية القديمة وكان النطاق الجغرافي لما يعرف اليوم «محافظة إب» أماكن للاستقرار تحت سلطة نفوذ الممالك القوية كما هو حال منطقة العود وما جاورها والتي كانت تتبع مملكة قتبان ومثلت ضفتا وادي بنأ، مكاناً مناسباً لاستقرار عدد من القبائل التي لعبت دوراً حضارياً هاماً في تاريخ اليمن القديم وخاصة ما عُرف بتجمع قبائل حمير التي كانت الأساس الذي شكل مملكة سبأ وادي ريدان، وبعد عام «115» ق ـ م تاريخاً مهماً وفاصلاً لليمن بشكل عام ومحافظة إب على وجه الخصوص حيث أظهر الحميريون قوة سياسية فعالة في الساحة اليمنية وابدؤوا يؤرخون لتاريخ خاص بهم إعلاناً بظهورهم وأتخذوا من منطقة ظفار يريم عاصمة لهم ومن قصر ريدان مقراً للحكم وما لبثت هذه القوة الحميرية أن أمتدت إلى أغلب المناطق الواقعة في نطاق المحافظة مثل يريم ومذيخرة ومناطق بعدان والشعر ووراق وغيرها وقد أطلق الحميريون على أنفسهم «ملوك سبأ وذي ريدان» لأنهم سبئيون في الأصل وبدأوا بذلك عصراً جديداً من عصور تاريخ اليمن قبل الإسلام سمي بعصر ملوك سبأ وذي ريدان واصبحت تلك التسمية لقباً للملوك الذين حكموا في ظفار يريم أو مأرب في حد سواء وينسب إلى ملوم سبأ وذي ريدان من الحميريين عدد من الإنجازات الحضارية والسياسية المهمة في تاريخ اليمن القديم وفي مقدمتها إعادة توحيد اليمن في كيان سياسي واحد حيث ظهر منهم ملوك مشهورون بذلوا جهوداً كبيرة إزاءها ومنهم الملكان «شمر يصحمد» و»ياسر يهنعم» وقد انتهى في عهد هذا الملك الأخير التنافس الحميري السبئي في القرن الثالث الميلادي بوصوله إلى مأرب مع ولده «شمر يهر عشر» وبدأ توحيد اليمن في كيان سياسي واحد نهاية القرن الثالث الميلادي وبذلك بدأت مرحلة جديدة من مراحل تاريخ ذي ريدان حيث أمتد نفوذهم بعد ذلك إلى كل من حضرموت ومناطق الجبال والتهائم «السواحل» ولقب أولئك الملوك بألقاب تدل على مراحل إعادة توحيد اليمن مثل لقب «ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم في الطود وتهامة» وهو اللقب الذي اتخذه الملك «شمر يهرعش» في لقرن الرابع الميلادي الذي ينسب إليه أيضاً طرد مجموعات الأحباش الذين تواجدوا في بعض المناطق اليمنية، بالإضافة إلى أن لقب «ملك سبأ وذي ريدان حضرموت ويمنت وأعرابهم في الطود وتهامة» هو اللقب الذي اتخذه الملك «أبو كرب أسعد» المعروف عند المؤرخين العرب باسم أسعد الكامل والذي يعبر عن اتساع المساحة التي حكمها ذلك الملك إلى جانب دلالته على مرحلة مهمة من مراحل إعادة توحيد اليمن حيث بلغت مملكة سبأ وذي ريدان منذ حكمها الملك «أسعد الكامل» وابنه «حسان يهأمن» أقصى اتساع، فقد تم إعادة توحيد اليمن من جهة وأمتد نفوذها إلى وسط الجزيرة العربية منجهة أخرى وتم تأسيس إمبراطورية في التاريخ اليمني القديم انطلاقاً من حاضرة «ظفار ـ ريدان».
شواهد تاريخية وحضارية
مدينة ظفار الواقعة في الطرف الشمالي لمديرية السدة في عزلة عرافه بمحافظة إب على مسافة تقدر بحوالي 20 كم من جنوب مدينة ريمي شرق الطريق المتجهة من إب إلى صنعاء أن ذكرها منذ عام «115 ق ـ م» حين أصبح عاصمة المملكة «سبأ وذي ريدان» المشهورة بدولة «حمير» ومنها انطلقت حركة إعادة توحيد اليمن الأمر الذي أكسبها مكانة سياسية واقتصادية مهمة ومتميزة وقد كان اختيار تلك المدينة عاصمة استراتيجية وبتخطيط مسبق ودقة بالغة لما تمثله من أهمية اقتصادية وعسكرية فهي تشرف على عدد من الأودية فإن المياه الجارية مثل: وادي بنا ووادي ظفار ووادي الحاف وقاع الحقل إضافة إلى المناطق الزراعية الخصبة . وسياسياً كان لموقع المدينة أهمية كبيرة كونهّ مثل الحد الفاصل بين مملكة سبأ من جهة والحميريين من جهة أخرى وأضافة إلى ذلك سيطرتها على التجارة البرية ما أدى إلى زيادة سلطة ونفوذ القبائل الحميرية وأصبحت مملكة حتى وصلت إلى عرش مملكة سبأ ووجدت اليمن تحت سيطرتها ونظراً للأهمية التي مثلتها فقد ورد ذكرها في العديد من المصادر إلى النصف الثاني من القرن الأول الميلادي في الجزء السادس من كتاب «التاريخ الطبيعي» للمؤلف والمؤرخ الكلاسيكي «بلينوس ـ Pliny” ثم توالى ذكرها في عدد من الكتب والمؤلفات الأخرى، منها: كتاب “الطواف حول البحر الاريتري” “البحر الأحمر” لمؤلف مجهول كعاصمة لملوك حمير .. وكانت ضمن المدن الداخلية للعربية السعيدة عند المؤرخ الكلاسيكي “بطليموس” الذي وصفها بأنها عاصمة كما أن “لسان اليمن” المؤرخ أبو محمد الهمداني الذي عاش في القرن الرابع الهجري أسهب في وصفها والتغني بمآثرها وتحديد موقعها حيث ذكر أنها تقع بسن جبل بأعلى قتاب “كتاب حالياً” وأن لها تسعة أبواب هي باب ولا وباب الأحلاف وباب خرفة وباب مآبة وباب هدوان وباب خبان وباب حوزة وباب صيد وباب الحقل. وأن أهم تلك الأبواب هو باب الحقل الذي كان عليهّ الأجراس “المعاهر” وعندما يفتح أو يغلق تسمع أصوات الرنين من مكان بعيد وكان ما سو ودلت المسوحات الأثرية أنه قد أمتد في مسار غير منتظم ليحصن المنطقة الواقعة بين مرتفع “الهدة” في الجنوب حتى الحدود الشمالية لحصن ريدان.
عاصمة إمبراطورية اليمن
عند زيارتك لمدينة ظفار التاريخية تشعر كأنك على بساط جميل أو أنك قد رحلت في رحلة عجيبة وممتعة إلى غابر الأزمنة. فهي المدينة التي حلت محل مأرب كعاصمة لمملكة سبأ في عصرها الثاني ومثلت أمتداداً للحضارة اليمنية القديمة “مملكة سبأ وذي ريدان” الذي حكم الحميريون منها ما يقارب “64” عاماً.
وقام خلالها ملوك حمير ببناء عاصمة دولتهم وتحصينها وتشييد المباني العامة والأسواق والمعابد والسدود، إلى جانب المباني الخاصة كالقصور والمنازل التي لاتزال بقاياها ماثلة للعيان. كما أبتكر الحميريون كانوا في ظفار طريق تجارة جبلياً جديداً بعد تدهور طريق اللبان فكانت ظفار محطة كبرى على طريق التجارة القديم المشهور “بدرب أسعد” ومثلت نقطة تلاقي الطريق القادمة من عدن بالبضائع الأفريقية القادمة من ميناء موزع وتلك القادمة من قناء حيث كان الطريق يمتد منها مروراً بصنعاء وعبر الهضبة “صعدة ونجران” حتى مكة ثم يثرب فبلاد الشام “البتراء” وشمالاً حتى غزة فأصبحت ظفار حينذاك درة المدن وأعظمها وهي اليوم لاتزال تحتوي على مآثر تحكي عن حضارة مملكة سبأ وذي ريدان.
متحف طبيعي
عندما تدخل مدينة ظفار وتطوف بأزقتها التاريخية فكأنك دخلت متحفاً طبيعياً بديعاً يظهر من خلاله عبق التاريخ وأصالة الحضارة العربية واليمنية العريقة التي تعود إلى آلاف السنين، فهي تشكل موطناً للحضارة القديمة بامتلاكها اطلال ومآر ومعالم تاريخية فحين تتحول في المدينة بأمكانك رؤية أماكن المعابد التي انشئت لتؤدي فيها الطقوس الدينية وأربطة الخيل والأنفاق والأطلال المنيعة من سور المدينة. وتشاهد المقابر الحميرية القديمة المنحوثة في الصخر والصهاريج المنحوثة في قعر الجبل بشكل هندسي بديع يدل على عظمة التميز وتشاهد أيضاً الأطلال المتبقية من قصر ريدان العظيم.
قصر ريدان
بنيت في المدينة عدد من القصور أهمها قصر ريدان وشوحطان وكوكبان، ومازالت بقايا أطلال قصر ريدان ماثلة وهو المشهور في التاريخ اليمني بأنه مقر حكم “مملكة سبأ وذي ريدان” فقد تغنى الشعراء والمؤرخون واكتسب شهرة كبيرة المؤرخين بسبب نسبة الحميريين إليه في لقبهم المشهور حيث خلدوا اسمه على المباني والعملات، وقد كان ذلك القصر مقراً سياسياً لعقد التحالفات والاتحادات بين القبائل الحميرية وتدل الآثار الباقية منه على عظمته حيث كان مبنياً بحجارة مختلفة الالوان والخامات مثل البلق الأزرق المساوي والأخضر والجش إلى جانب المرمر بألوانه المختلفة، كما تدل الآثار الباقية على اتقان بنائه وزخرفته الجميلة مجموعة الجدران التي مازالت قائمة حى وقتنا الحالي ويبدو أن القصر كان يشكل من عدة مبانٍ ولايتكون من مبنى واحد، فهناك مبانٍ واقعة في أعلى القمة كانت ظاهرة حتى أواخر السبعينيات تعود إلى الحقبة الحميرية المتأخرة وهناك مركز ملكي تم تجديده من الجوخ عن طريق وجود مرافق ضخمة، من مخازن الحبوب، وكما تظهر آثار الخنادق قد تكون بقايا كنيسة إضافة إلى قبر ضخم.
الصهاريج والسدود
يوجد في ظفار عدد من الكهوف والمعالم المنحوتة في بطن الجبل بفن إبداعي فريد فبسبب طبيعة المنطقة الزراعية قام ملوك حمير بإنشاء عدد من المنشآت المائية المختلفة الوظائف وفي مقدمتها السدود القديمة المنحوتة في أصل الجبل من منطقة ظفار والمناطق المحيطة بها. ومن أهمها كربق الرهدة الذي هو عبارة عن خزان للمياه منحوث من الصخر ويقع على سفح جبل الرهدة جنوب قرية ظفار. وكما يذكر التاريخ أن في البقعة الخضراء من أرض يحصب ثمانين سداً فإن معظمها منحوت في الصخر وأخرى غير منحوتة لكنها كبيرة وشهيرة كسد العقلة الذي يقع إلى الغرب من مقبرة ظفار التاريخية وهو سد شبه مربع الشكل ومبنى من الحجر على شكل بركة وأيضاً سد الأعور الذي يقع خارج أسوار مدينة ظفار بجوار الجدار الشرقي وهو سد كبير تقع بجواره من الجهة الشمالية صهاريج مياه منحوثة من الصخر غضافة إلى عدد من السدود الاخرى، المحيطة بظفار توجد شبكات الري وبرك المياه “الكروف” ومنها المياه المنحوثة في سفوح الجبال المحيطة بالمنطقة والتي استخدمت في تخزين المياه للاستفادة منها طوال أيام السنة في الشرب وري المحاصيل الزراعية
ظفار عاصمة أول امبراطورية حميرية قديمة
عند زيارتك لمدينة ظفار التاريخية تشعر وكأنك على بساط سحري جميل أو أنك قد رحلت في رحلة عجيبة وممتعة إلى غابر الأزمنة .. فهي المدينة التي حلت محل مأرب كعاصمة لمملكة سبأ في عصرها الثاني “عاصمة مملكة سبأ وذي ريدان” ومثلت امتداداً للحضارة اليمنية القديمة التي حكم فيها الحميريون اليمن ما يقارب “640” عاماً، وهي المدينة التي انطلقت منها حركة توحيد اليمن في العصر القديم وهي حالياً إحدى المعالم التي تبرز هوية اليمن التاريخية فمازالت مآثرها شاهدة على عمقها الحضاري الممتد عبر العصور.
استهلال تاريخي
في العصر التاريخي الذي يبدأ في الألف الأول «ق ـ م» ظهرت الممالك اليمنية القديمة وكان النطاق الجغرافي لما يعرف اليوم «محافظة إب» أماكن للاستقرار تحت سلطة نفوذ الممالك القوية كما هو حال منطقة العود وما جاورها والتي كانت تتبع مملكة قتبان ومثلت ضفتا وادي بنأ، مكاناً مناسباً لاستقرار عدد من القبائل التي لعبت دوراً حضارياً هاماً في تاريخ اليمن القديم وخاصة ما عُرف بتجمع قبائل حمير التي كانت الأساس الذي شكل مملكة سبأ وادي ريدان، وبعد عام «115» ق ـ م تاريخاً مهماً وفاصلاً لليمن بشكل عام ومحافظة إب على وجه الخصوص حيث أظهر الحميريون قوة سياسية فعالة في الساحة اليمنية وابدؤوا يؤرخون لتاريخ خاص بهم إعلاناً بظهورهم وأتخذوا من منطقة ظفار يريم عاصمة لهم ومن قصر ريدان مقراً للحكم وما لبثت هذه القوة الحميرية أن أمتدت إلى أغلب المناطق الواقعة في نطاق المحافظة مثل يريم ومذيخرة ومناطق بعدان والشعر ووراق وغيرها وقد أطلق الحميريون على أنفسهم «ملوك سبأ وذي ريدان» لأنهم سبئيون في الأصل وبدأوا بذلك عصراً جديداً من عصور تاريخ اليمن قبل الإسلام سمي بعصر ملوك سبأ وذي ريدان واصبحت تلك التسمية لقباً للملوك الذين حكموا في ظفار يريم أو مأرب في حد سواء وينسب إلى ملوم سبأ وذي ريدان من الحميريين عدد من الإنجازات الحضارية والسياسية المهمة في تاريخ اليمن القديم وفي مقدمتها إعادة توحيد اليمن في كيان سياسي واحد حيث ظهر منهم ملوك مشهورون بذلوا جهوداً كبيرة إزاءها ومنهم الملكان «شمر يصحمد» و»ياسر يهنعم» وقد انتهى في عهد هذا الملك الأخير التنافس الحميري السبئي في القرن الثالث الميلادي بوصوله إلى مأرب مع ولده «شمر يهر عشر» وبدأ توحيد اليمن في كيان سياسي واحد نهاية القرن الثالث الميلادي وبذلك بدأت مرحلة جديدة من مراحل تاريخ ذي ريدان حيث أمتد نفوذهم بعد ذلك إلى كل من حضرموت ومناطق الجبال والتهائم «السواحل» ولقب أولئك الملوك بألقاب تدل على مراحل إعادة توحيد اليمن مثل لقب «ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم في الطود وتهامة» وهو اللقب الذي اتخذه الملك «شمر يهرعش» في لقرن الرابع الميلادي الذي ينسب إليه أيضاً طرد مجموعات الأحباش الذين تواجدوا في بعض المناطق اليمنية، بالإضافة إلى أن لقب «ملك سبأ وذي ريدان حضرموت ويمنت وأعرابهم في الطود وتهامة» هو اللقب الذي اتخذه الملك «أبو كرب أسعد» المعروف عند المؤرخين العرب باسم أسعد الكامل والذي يعبر عن اتساع المساحة التي حكمها ذلك الملك إلى جانب دلالته على مرحلة مهمة من مراحل إعادة توحيد اليمن حيث بلغت مملكة سبأ وذي ريدان منذ حكمها الملك «أسعد الكامل» وابنه «حسان يهأمن» أقصى اتساع، فقد تم إعادة توحيد اليمن من جهة وأمتد نفوذها إلى وسط الجزيرة العربية منجهة أخرى وتم تأسيس إمبراطورية في التاريخ اليمني القديم انطلاقاً من حاضرة «ظفار ـ ريدان».
شواهد تاريخية وحضارية
مدينة ظفار الواقعة في الطرف الشمالي لمديرية السدة في عزلة عرافه بمحافظة إب على مسافة تقدر بحوالي 20 كم من جنوب مدينة ريمي شرق الطريق المتجهة من إب إلى صنعاء أن ذكرها منذ عام «115 ق ـ م» حين أصبح عاصمة المملكة «سبأ وذي ريدان» المشهورة بدولة «حمير» ومنها انطلقت حركة إعادة توحيد اليمن الأمر الذي أكسبها مكانة سياسية واقتصادية مهمة ومتميزة وقد كان اختيار تلك المدينة عاصمة استراتيجية وبتخطيط مسبق ودقة بالغة لما تمثله من أهمية اقتصادية وعسكرية فهي تشرف على عدد من الأودية فإن المياه الجارية مثل: وادي بنا ووادي ظفار ووادي الحاف وقاع الحقل إضافة إلى المناطق الزراعية الخصبة . وسياسياً كان لموقع المدينة أهمية كبيرة كونهّ مثل الحد الفاصل بين مملكة سبأ من جهة والحميريين من جهة أخرى وأضافة إلى ذلك سيطرتها على التجارة البرية ما أدى إلى زيادة سلطة ونفوذ القبائل الحميرية وأصبحت مملكة حتى وصلت إلى عرش مملكة سبأ ووجدت اليمن تحت سيطرتها ونظراً للأهمية التي مثلتها فقد ورد ذكرها في العديد من المصادر إلى النصف الثاني من القرن الأول الميلادي في الجزء السادس من كتاب «التاريخ الطبيعي» للمؤلف والمؤرخ الكلاسيكي «بلينوس ـ Pliny” ثم توالى ذكرها في عدد من الكتب والمؤلفات الأخرى، منها: كتاب “الطواف حول البحر الاريتري” “البحر الأحمر” لمؤلف مجهول كعاصمة لملوك حمير .. وكانت ضمن المدن الداخلية للعربية السعيدة عند المؤرخ الكلاسيكي “بطليموس” الذي وصفها بأنها عاصمة كما أن “لسان اليمن” المؤرخ أبو محمد الهمداني الذي عاش في القرن الرابع الهجري أسهب في وصفها والتغني بمآثرها وتحديد موقعها حيث ذكر أنها تقع بسن جبل بأعلى قتاب “كتاب حالياً” وأن لها تسعة أبواب هي باب ولا وباب الأحلاف وباب خرفة وباب مآبة وباب هدوان وباب خبان وباب حوزة وباب صيد وباب الحقل. وأن أهم تلك الأبواب هو باب الحقل الذي كان عليهّ الأجراس “المعاهر” وعندما يفتح أو يغلق تسمع أصوات الرنين من مكان بعيد وكان ما سو ودلت المسوحات الأثرية أنه قد أمتد في مسار غير منتظم ليحصن المنطقة الواقعة بين مرتفع “الهدة” في الجنوب حتى الحدود الشمالية لحصن ريدان.
عاصمة إمبراطورية اليمن
عند زيارتك لمدينة ظفار التاريخية تشعر كأنك على بساط جميل أو أنك قد رحلت في رحلة عجيبة وممتعة إلى غابر الأزمنة. فهي المدينة التي حلت محل مأرب كعاصمة لمملكة سبأ في عصرها الثاني ومثلت أمتداداً للحضارة اليمنية القديمة “مملكة سبأ وذي ريدان” الذي حكم الحميريون منها ما يقارب “64” عاماً.
وقام خلالها ملوك حمير ببناء عاصمة دولتهم وتحصينها وتشييد المباني العامة والأسواق والمعابد والسدود، إلى جانب المباني الخاصة كالقصور والمنازل التي لاتزال بقاياها ماثلة للعيان. كما أبتكر الحميريون كانوا في ظفار طريق تجارة جبلياً جديداً بعد تدهور طريق اللبان فكانت ظفار محطة كبرى على طريق التجارة القديم المشهور “بدرب أسعد” ومثلت نقطة تلاقي الطريق القادمة من عدن بالبضائع الأفريقية القادمة من ميناء موزع وتلك القادمة من قناء حيث كان الطريق يمتد منها مروراً بصنعاء وعبر الهضبة “صعدة ونجران” حتى مكة ثم يثرب فبلاد الشام “البتراء” وشمالاً حتى غزة فأصبحت ظفار حينذاك درة المدن وأعظمها وهي اليوم لاتزال تحتوي على مآثر تحكي عن حضارة مملكة سبأ وذي ريدان.
متحف طبيعي
عندما تدخل مدينة ظفار وتطوف بأزقتها التاريخية فكأنك دخلت متحفاً طبيعياً بديعاً يظهر من خلاله عبق التاريخ وأصالة الحضارة العربية واليمنية العريقة التي تعود إلى آلاف السنين، فهي تشكل موطناً للحضارة القديمة بامتلاكها اطلال ومآر ومعالم تاريخية فحين تتحول في المدينة بأمكانك رؤية أماكن المعابد التي انشئت لتؤدي فيها الطقوس الدينية وأربطة الخيل والأنفاق والأطلال المنيعة من سور المدينة. وتشاهد المقابر الحميرية القديمة المنحوثة في الصخر والصهاريج المنحوثة في قعر الجبل بشكل هندسي بديع يدل على عظمة التميز وتشاهد أيضاً الأطلال المتبقية من قصر ريدان العظيم.
قصر ريدان
بنيت في المدينة عدد من القصور أهمها قصر ريدان وشوحطان وكوكبان، ومازالت بقايا أطلال قصر ريدان ماثلة وهو المشهور في التاريخ اليمني بأنه مقر حكم “مملكة سبأ وذي ريدان” فقد تغنى الشعراء والمؤرخون واكتسب شهرة كبيرة المؤرخين بسبب نسبة الحميريين إليه في لقبهم المشهور حيث خلدوا اسمه على المباني والعملات، وقد كان ذلك القصر مقراً سياسياً لعقد التحالفات والاتحادات بين القبائل الحميرية وتدل الآثار الباقية منه على عظمته حيث كان مبنياً بحجارة مختلفة الالوان والخامات مثل البلق الأزرق المساوي والأخضر والجش إلى جانب المرمر بألوانه المختلفة، كما تدل الآثار الباقية على اتقان بنائه وزخرفته الجميلة مجموعة الجدران التي مازالت قائمة حى وقتنا الحالي ويبدو أن القصر كان يشكل من عدة مبانٍ ولايتكون من مبنى واحد، فهناك مبانٍ واقعة في أعلى القمة كانت ظاهرة حتى أواخر السبعينيات تعود إلى الحقبة الحميرية المتأخرة وهناك مركز ملكي تم تجديده من الجوخ عن طريق وجود مرافق ضخمة، من مخازن الحبوب، وكما تظهر آثار الخنادق قد تكون بقايا كنيسة إضافة إلى قبر ضخم.
الصهاريج والسدود
يوجد في ظفار عدد من الكهوف والمعالم المنحوتة في بطن الجبل بفن إبداعي فريد فبسبب طبيعة المنطقة الزراعية قام ملوك حمير بإنشاء عدد من المنشآت المائية المختلفة الوظائف وفي مقدمتها السدود القديمة المنحوتة في أصل الجبل من منطقة ظفار والمناطق المحيطة بها. ومن أهمها كربق الرهدة الذي هو عبارة عن خزان للمياه منحوث من الصخر ويقع على سفح جبل الرهدة جنوب قرية ظفار. وكما يذكر التاريخ أن في البقعة الخضراء من أرض يحصب ثمانين سداً فإن معظمها منحوت في الصخر وأخرى غير منحوتة لكنها كبيرة وشهيرة كسد العقلة الذي يقع إلى الغرب من مقبرة ظفار التاريخية وهو سد شبه مربع الشكل ومبنى من الحجر على شكل بركة وأيضاً سد الأعور الذي يقع خارج أسوار مدينة ظفار بجوار الجدار الشرقي وهو سد كبير تقع بجواره من الجهة الشمالية صهاريج مياه منحوثة من الصخر غضافة إلى عدد من السدود الاخرى، المحيطة بظفار توجد شبكات الري وبرك المياه “الكروف” ومنها المياه المنحوثة في سفوح الجبال المحيطة بالمنطقة والتي استخدمت في تخزين المياه للاستفادة منها طوال أيام السنة في الشرب وري المحاصيل الزراعية
هادي بن مشهور الحميري- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 08/05/2011
مواضيع مماثلة
» الامبراطورية الحميرية
» القصيدة الحميرية
» قبيلة العبيد الحميرية
» من اعلام اسرة ال شيخ ذياب الخاقانية الحميرية
» اللغة الحميرية لازالت موجوده في السعودية
» القصيدة الحميرية
» قبيلة العبيد الحميرية
» من اعلام اسرة ال شيخ ذياب الخاقانية الحميرية
» اللغة الحميرية لازالت موجوده في السعودية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد أغسطس 23, 2020 12:59 am من طرف المدير
» أعلان امارة
الأربعاء سبتمبر 02, 2015 3:29 am من طرف المدير
» ذييب ذو الكلاع الحميري
الإثنين أغسطس 31, 2015 3:29 am من طرف المدير
» تمليك القاضي حسن حسين جواد الحميري
السبت مارس 14, 2015 3:55 pm من طرف عبدالرحمن ال جواد الحميري
» عقد القاضي حسن حسين جواد الحميري
السبت مارس 14, 2015 3:55 pm من طرف عبدالرحمن ال جواد الحميري
» دعوى ازالة شيوع القاضي حسن حسين جواد الحميري
السبت مارس 14, 2015 3:54 pm من طرف عبدالرحمن ال جواد الحميري
» خصومه القاضي حسن حسين جواد الحميري
السبت مارس 14, 2015 3:53 pm من طرف عبدالرحمن ال جواد الحميري
» اعمال الاداره غير المعتاده القاضي حسن حسين جواد الحميري
السبت مارس 14, 2015 3:52 pm من طرف عبدالرحمن ال جواد الحميري
» اعمال الاداره المعتاده القاضي حسن حسين جواد الحميري
السبت مارس 14, 2015 3:51 pm من طرف عبدالرحمن ال جواد الحميري
» الاعتراف الجنائي القاضي حسن حسين جواد الحميري
السبت مارس 14, 2015 3:50 pm من طرف عبدالرحمن ال جواد الحميري
» دعوى منع معارضه القاضي حسن حسين جواد الحميري
السبت مارس 14, 2015 3:49 pm من طرف عبدالرحمن ال جواد الحميري
» دعوى اجر مثل القاضي حسن حسين جواد الحميري
السبت مارس 14, 2015 3:48 pm من طرف عبدالرحمن ال جواد الحميري
» تنفيذ القاضي حسن حسين جواد الحميري
السبت مارس 14, 2015 3:47 pm من طرف عبدالرحمن ال جواد الحميري
» تعويض القاضي حسن حسين جواد الحميري
السبت مارس 14, 2015 3:46 pm من طرف عبدالرحمن ال جواد الحميري
» الاختصاص القضائي القاضي حسن حسين جواد الحميري
السبت مارس 14, 2015 3:44 pm من طرف عبدالرحمن ال جواد الحميري
» التبليغ القانوني القاضي حسن حسين جواد الحميري
السبت مارس 14, 2015 3:42 pm من طرف عبدالرحمن ال جواد الحميري
» تاريخ قبيلة حمير قبل 4000 سنه
الثلاثاء مارس 11, 2014 2:13 am من طرف المدير
» الشاعر علي عبد الرحمن جحاف
الجمعة نوفمبر 08, 2013 4:48 pm من طرف المدير
» الشاعراليمني الاديب علي عبدالرحمن جحاف
الجمعة نوفمبر 08, 2013 4:31 pm من طرف المدير
» افتتاح الصفحه الرسميه لقبائل حمير
الجمعة نوفمبر 08, 2013 2:15 pm من طرف مهيب ال جواد الحميري
» الامير يستقبل ابناء عمومته من خيكان كربلاء
الإثنين أكتوبر 28, 2013 12:27 am من طرف المدير
» لقاء خاص محمد الحمد مع دولة رئيس الوزراء نوري المالكي - 6- 8 - 2013 - افاق الفضائيــة
السبت أغسطس 10, 2013 1:36 am من طرف المدير
» الفيلم الوثائقي بيت آل سعود - كامل مترجم
الخميس أغسطس 01, 2013 7:35 am من طرف المدير
» غرائب و عجائب ال سعود
الخميس أغسطس 01, 2013 5:07 am من طرف المدير
» عبد الباسط عبد الصمد مقطع رهيب و مزلزل احبس دموعك
الخميس أغسطس 01, 2013 4:22 am من طرف المدير
» القرآن المجود كامل بمقطع واحد
الخميس أغسطس 01, 2013 4:17 am من طرف المدير
» القرآن كامل المنشاوي رحمه الله
الخميس أغسطس 01, 2013 4:13 am من طرف المدير
» زوال السعودية واسرائيل - قرن الشيطان
الخميس أغسطس 01, 2013 3:59 am من طرف المدير
» الشهيد حسن شحاته رحمه الله
الأربعاء يونيو 26, 2013 3:01 am من طرف المدير
» افكار لا تبارح صاحبها
الجمعة يونيو 07, 2013 9:42 pm من طرف المدير
» عندما اقف امامك
الجمعة يونيو 07, 2013 4:59 pm من طرف مهيب ال جواد الحميري
» اسامر وياليل
الجمعة يونيو 07, 2013 4:58 pm من طرف مهيب ال جواد الحميري
» اسامر وياليل
الجمعة يونيو 07, 2013 4:58 pm من طرف مهيب ال جواد الحميري
» اريد ان اقول لك شيئا
الجمعة يونيو 07, 2013 4:56 pm من طرف مهيب ال جواد الحميري
» ارسلت رسائلي
الجمعة يونيو 07, 2013 4:55 pm من طرف مهيب ال جواد الحميري
» اراده
الجمعة يونيو 07, 2013 4:54 pm من طرف مهيب ال جواد الحميري
» احببتك سحابه ماره احببتك ياعراق
الجمعة يونيو 07, 2013 4:52 pm من طرف مهيب ال جواد الحميري
» احببت الحياة
الجمعة يونيو 07, 2013 4:51 pm من طرف مهيب ال جواد الحميري
» اجناد الخيل
الجمعة يونيو 07, 2013 4:49 pm من طرف مهيب ال جواد الحميري
» تامينات المزايدة للجهة الحكومية عند النكول او عدم الاحالة لعدم وجود مزايدة
الجمعة يونيو 07, 2013 4:44 pm من طرف مهيب ال جواد الحميري